محفوظ سالم مؤسس المنتدي وصاحبه
عدد المساهمات : 98 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 12/05/1996 تاريخ التسجيل : 30/06/2011 العمر : 28
| موضوع: من أخلاق المسلمين (الإخلاص) الإثنين يناير 30, 2012 11:12 am | |
| الإخلاص الإخلاص لغة: هو مأخوذ من مادّة (خ ل ص) الّتي تدلّ على تنقية الشّيء وتهذيبه وأخلص لله دينه: أمحضه، وأخلص الشّيء: اختاره، وقريء إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ* (ص/ 83) والمخلصين- قال ثعلب: يعني بالمخلصين الّذين أخلصوا العبادة لله تعالى. وبالمخلصين الّذين أخلصهم الله- عزّ وجلّ-، فالمخلصون المختارون، والمخلصون: الموحّدون. ولذلك قيل لسورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سورة الإخلاص
واصطلاحا: وقال الكفويّ: الإخلاص هو القصد بالعبادة إلى أن يعبد المعبود بها وحده، وقيل تصفية السّرّ والقول والعمل وقال المناويّ الإخلاص: تخليص القلب من كلّ شوب يكدّر صفاءه، فكلّ ما يتصوّر أن يشوبه غيره فإذا صفا عن شوبه وخلص منه يسمّى خالصا. وقيل: الإخلاص عمل يعين على الإخلاص. وقيل الخلاص عن رؤية الأشخاص، وقيل تصفية العمل من التّهمة والخلل وقال الجرجانيّ: الإخلاص: ألّا تطلب لعملك شاهدا غير الله تعالى وقيل هو: تخليص القلب عن شائبة الشّوب المكدّر لصفائه- الفطريّ- وتحقيقه أنّ كلّ شيء يتصوّر أن يشوبه غيره، فإذا صفا عن شوبه وخلص عنه يسمّى خالصا، قال تعالى: مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً (النحل/ 66) . فإنّما خلوص اللّبن أن لا يكون فيه شوب من الفرث والدّم، ومن كلّ ما يمكن أن يمتزج به وحقيقة الإخلاص: التبرّي عن كلّ ما دون الله تعالى، أمّا الإخلاص في الدّين فيقول فيه الرّاغب: إخلاص المسلمين أنّهم قد تبرّءوا ممّا يدّعي اليهود من التشبيه، والنّصارى من التّثليث، قال تعالى مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ* (الأعراف/ 29، غافر/ 14) وقال- عزّ وجلّ- وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ (النساء/ 146) .
يستلزم الاخلاص عدّة أمور 1- الاستمراريّة: حيث إنّ حياة الإنسان عبارة عن تواصل واستمرار، ومواقف الحياة مستمرّة ومتكاملة، ولذا لا ينبغي أن يتفكّك الإخلاص أو يتبعثر، لأنّه لا يتعلّق بالموقف المعاصر فقط، ولا بالماضي فقط، ولا بالمستقبل فقط، وإنّما هو موقف مستمرّ، ومن ثمّ كانت الاستمراريّة صفة أساسيّة في الإخلاص. 2- التّكامل: بمعنى انضواء الشّخص بجميع مكوّناته في أهداف وجوده المستمدّة من الإطار الإسلاميّ للحياة، حتّى يتمكّن من بلوغ أكمل درجة ممكنة من صياغة الذّات بطريقة متكاملة، وذلك عبر محبّة قويّة لله وللحقّ والحقيقة، وللآخرين المخلصين، هذا إلى جانب التّكامل بين النّيّة والفعل. 3- العلم: حيث إنّ الإخلاص يستلزم وعي الإنسان بوجوده في إطار التّعاليم الإسلاميّة، وهذا الوعي لا يمكن أن يتمّ بغير معرفة، لأنّه لا يمكن أن يتأتّى عن جهل، وجهل الإنسان لا يمكن أن يؤدّي إلى إخلاص حقيقيّ، ومن ثمّ كان العلم شرطا ضروريّا لتحقيق الإخلاص، هذا إلى جانب ضرورة العلم بما يحقّق الإخلاص. 4- التدرّج: باعتبار أنّ الإخلاص جهد بشريّ من أجل الوصول إلى كمال الإنسان بوصوله إلى حقيقة العبوديّة والتّحقّق بها، ولذا فإنّ الإنسان يتعثّر وينهض مرارا وتكرارا، بهدف بلوغ المرتبة العالية، إنّ التّجربة صعبة في مواقف حياة الإنسان، ولذا فهو يحتاج إلى التّدرّج، وهذا شرط لكمال الإخلاص. 5- الأمانة: باعتبارها رعاية لحقّ الله تعالى، وأداء للفرائض والواجبات، وهذا يتطلّب عدم الخيانة وحفظ الحقوق، وهي خير شاهد خارجيّ على الإخلاص، وخاصّة أنّ المنزلقات الّتي يمكن أن تطيح بالأمانة اللّازمة للإخلاص وفيرة، وهذه توفّر حظوظا للنّفس تفسد الإخلاص، ولذا كان لأبدّ من توافر الأمانة لتوافر الإخلاص والتمسّك به.
وخلاصة الأمر أنّ الإخلاص تصفية للعمل والقول والعبادة ممّا يشوبها من رياء ومراءاة أو خداع أو كذب، ويأتي في مراتب عديدة، وهي: طرح العمل وعدم رؤيته، فضلا عن طرح طلب العوض عنه، والخجل من العمل مع بذل الوسع والغاية فيه، مع رؤية التّوفيق في العمل المخلص على أنّه جود من الله تعالى، ثمّ إخلاصه بالخلاص منه، أي جعله خالصا لوجه الله تعالى
الفرق بين الإخلاص والصدق: قال الجرجانيّ: الفرق بين الإخلاص والصّدق: أنّ الصّدق أصل وهو الأوّل: والإخلاص فرع وهو تابع، وفرق آخر أنّ الإخلاص لا يكون إلّا بعد الدّخول في العمل، أمّا الصّدق فيكون بالنّيّة قبل الدّخول فيه
لفظ الإخلاص في القرآن الكريم: ورد لفظ الإخلاص في القرآن الكريم على وجوه: الأوّل: قال في حقّ الكفّار عند مشاهدتهم البلاء: دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (يونس/ 22) . الثّاني: في أمر المؤمنين: فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (غافر/ 65) . الثّالث: في أنّ المؤمنين لم يؤمروا إلّا به: وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (البينة/ 5) . الرّابع: في حقّ الأنبياء: إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (ص/ 46) . الخامس: في المنافقين إذا تابوا: وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ (النساء/ 46) . السّادس: أنّ الجنّة لم تصلح إلّا لأهله: إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (الصافات/ 40) . السّابع: لم ينج من شرك تلبيس إبليس إلّا أهله: إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (ص/ 83)
وتتلخّص هذه الوجوه في أمرين: الأوّل: الدّين لله سواء من المؤمنين عند الدّعاء أو العبادة، أو من الكفّار عند البلاء أو من المنافقين عند التّوجّه، ومن هذا النّوع الإخلاص المطلق لله- عزّ وجلّ-. الآخر: إخلاص الله عباده الّذين اصطفاهم واختارهم سواء أكانوا من الأنبياء أو من غيرهم وسنحاول فيما يلي تصنيف ما ورد في القرآن الكريم متعلّقا بهذه الصّفة وفقا للسّياقات الّتي ورد بها.
من صور الإخلاص ومظاهره
ممّا سبق يتّضح لنا أنّ للإخلاص صورا متعدّدة تتمثّل فيما يلي: 1- الإخلاص في التّوحيد. 2- الإخلاص في النّيّة والقصد. 3- الإخلاص في العبادات: الصّلاة، السّجود، الصّيام، قيام رمضان، قيام ليلة القدر، حبّ المساجد، الزّكاة، الصّدقة، الحجّ، الجهاد، التّوبة، والذّكر، والاستغفار، والدّعاء، وقراءة القرآن، وسائر القربات. 4- الإخلاص في الأقوال كلّها. 5- الإخلاص في الالتزام بمكارم الأخلاق، (كالصّدق، الصّبر، الزّهد، والتّواضع ... الخ) . 6- الإخلاص في التّوكّل على الله. 7- الإخلاص في كافّة الأعمال.
من فوائد (الإخلاص) (1) الإخلاص هو الأساس في قبول الأعمال والأقوال. (2) الإخلاص هو الأساس في قبول الدّعاء. (3) الإخلاص يرفع منزلة الإنسان في الدّنيا والآخرة. (4) يبعد عن الإنسان الوساوس والأوهام. (5) يحرّر العبد من عبوديّة غير الله. (6) يقوّي العلاقات الاجتماعيّة وينصر الله به الأمّة. (7) يفرّج شدائد الإنسان في الدّنيا. (8) يحقّق الطّمأنينة لقلب الإنسان ويجعله يشعر بالسّعادة. (9) يقوّي إيمان الإنسان ويكرّه إليه الفسوق والعصيان. (10) يقوّي عزيمة الإنسان وإرادته في مواجهه الشّدائد. (11) حصول كمال الأمن والاهتداء في الدّنيا والآخرة.
| |
|
محمد مكاوي عضو جديد
عدد المساهمات : 6 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 31/12/2011
| موضوع: رد: من أخلاق المسلمين (الإخلاص) الثلاثاء فبراير 21, 2012 8:38 am | |
| | |
|